ما هي شروط نجاح الحياة الزوجية
نتناول في هذا المقال سيدتي كل ما يخص الحياة الزوجية، حيث تعرف على أنها العلاقة التي تسير بين الزوج والزوجة بعد ارتباطهما بعقد قران وثيق، وتعتبر هذه العلاقة من أكثر العلاقات التي اهتم بها الدين الاسلامي، نظرا لأنها أساس المجتمعات، والهدف الأساسي منها حفظ حقوق الزوجين من ناحية، وحقوق الأبناء من ناحية أخرى، ويجب أن تسير الحياة الزوجية حسب ما أمر الله عز وجل من حسن المعاشرة، والإحسان، والحب، والود، وحسن التعامل، ويعتمد فشل ونجاح الحياة الزوجية على عدد من العوامل والمقومات.
شروط نجاح الحياة الزوجية
تقارب العواطف
يعد تقارب العواطف من أهم العوامل التي تساهم في نجاح الحياة الزوجية، نظرا لأنّه يسمح لكلا الزوجين أن يفهما بعضهما البعض وأن يتناقشا في القضايا الجدليّة التي يتعرّضو لها طوال فترة حياتهما، اضافة الى أنّه يخلق بينهما مزيد من العاطفة، الأمر الذي يجعلهما على مستوىً عالي من القرب والتواصل، ويحتاج التقارب العاطفيّ الى أن يكونا كلاهما منفتحاً على الآخر وذلك من خلال مشاركة الأمور التي تهمهم وتقلقهم، وأيضاً مشاركة أحلامهم وآمالهم، والأمور السيّئة التي تواجههم، الأمر الذي يؤدّي إلى خلق مستوىً عالي لفهم بعضهم، وبالتالي منع حدوث الخلافات والمشاحنات.
الصدق
يعد الصدق من الأمور المهمة في الحياة الزوجية، وذلك لأنّه يضمن استمرار العلاقة، ويطورها ويحسن سيرها، كما ويقوم الصدق ببناء الثقة بين الزوجين، حيث تعتبر الثقة من الامور الواجب توافرها بين الزوج والزوجة، ويقصد بها مشاركة الطرفين الحديث حول كافة الأشياء حتّى اليسيرة منها، الأمر الذي يؤدّي إلى توطيد العلاقة، ومن الجدير بالذكر أن الصدق يجعل الشخص أفضل أمام نفسه وأمام الأشخاص الصادقين معه؛ ويساعد في حل المشاكل التي تحصل بين الطرفين؛ وتجدر الاشارة الى أن الصراحة وقول الحق يؤدي إلى مناقشة المسائل بعقلانية ومن ثمّ إيجاد الحل الملائم والمناسب لها.
الاحترام
يعد الاحترام من الأمور المهمّة في الحياة الزوجيّة، حيث يضمن استمرارها ونجاحها، كما ويتيح أيضا تقبل سيّئات كلا الزوجين، بما في ذلك الخلافات، الأمر الذي يطور ويحسن طبيعة العلاقة بينهم.
فعل أشياء مشتركة
إن القيام بأشياء مشتركة من أهم عوامل نجاح العلاقة الزوجيّة؛ حيث من الضروري قضاء الزوجين المزيد من الوقت مع بعضهما البعض في ظلّ انشغالات الحياة اللامنتهية، كما و يجب الحرص على تخصيص وقت لأداء الأنشطة معاً من أجل إنعاش وتجديد العلاقة، ومن هذه الأنشطة الذهاب إلى المنتزه أو التسوّق، أو إعداد الطعام، وغيرها الكثير من الأنشطة والمهامات.
الصبر
يعد الصبر من الأمور المهمة الواجب توافرها في أي علاقة، وخاصة العلاقات الزوجية، وذلك لأن هذه العلاقات تشهد الكثير من التحديات، فالصبر يوثق العلاقة الزوجية ويزيد من ترابطها، وعادة ما يكون الأشخاص صبورين تجاه الأشخاص الذين يودونهم ويحبونهم، لتفادي حدوث خلافات ومشاكل تؤدي إلى خسارة العلاقة وتدهورها.
العفو والمسامحة
يعتبر العفو و المسامحة من الأمور الواجب توافرها لدى الأشخاص المتزوّجين؛ نظرا لأنّ الحياة لا تخلو من الخلافات والأخطاء، وتتيح القدرة على المسامحة التخلي عن الآلام والأوجاع التي تحدث بين الزوج والزوجة، وتضمن استمرارية العلاقة بقلب صافي، اضافة الى دور التسامح في زيادة القرب والود بين الزوجين، ومن الجدير بالذكر أن عدم العفو يشكل حاجزا بينهما، ويعيق عملية التواصل، ويزيد العلاقة سوءا.
أهداف الزواج
- تجنب الوقوع في المعاصي وإكمال نصف الدين والتلذذ بالحياة، وأخذ الأجر من الله عز وجل.
- إعمار الأرض والاستخلاف فيها.
- تكوين أسرة قويّة ومتماسكة وإنجاب أطفال في جوّ يسوده الأمن والاستقرار والمودة.
- بث الطمأنينة في النفس والحصول على الاستقرار والأنس، وهما سكن الروح.
- التعاون في مواجهة صراعات وظروف وصعوبات الحياة.
- تقليل الشعور بالخوف والوحدة والقلب والضياع.
أركان عقد الزواج
- خلو الرجل والمراة من الموانع، ويقصد بالموانع، الأمور التي تمنع إكمال عقد الزواج، ومن أشهر الأمثلة عليها، أن تكون المرأة محرمة على الرجل من خلال النسب أو الرضاعة أو العدّة، أن يكون الرجل مسلم والمرأة غير مسلمة، وذلك لأنه غير مقبول زواج المرأة الكافرة من رجل مسلم.
- الإيجاب،يعرف الإيجاب على أنه اللفظ الصادر من والد الزوجة أو الشخص المكلف بتوقيع عقد الزواج نيابة عن الزوجة، ويتم الايجاب بقول المكلف للزوج، زوجتك فلانة، أو قبلت أن أزوّجك فلانة، وبهذا يكون الزوج حصل على القبول من جهة الزوجة، وبناءا على ذلك يتم انشاء عقد زواج شرعي، وبالتالي بناء أسرة على أساس صحيح.
- القبول، يعرف القبول على أنه اللفظ الصادر من الزوج أو الشخص المكلف بتوقيع عقد الزواج عن الزوج، ويتم القبول بقول المكلف أو الزوج: وأنا قبلت أن تكون فلانة زوجتي، وبهذا يكون الزواج بصورة شرعية وصحيحة، ويجب أن يتوفر شاهدين أثنين على الزواج، اضافة الى ضرورة توقيع ولي أمر الزوجة على هذا الزواج.
نصائح مهمة لتحقيق السعادة في الحياة الزوجية
- تقبل الخلافات على أنها أمر طبيعي، وادراك أنها ورادة بين كافة الأزواج وكافة العلاقات البشرية، حيث تجدر الاشارة الى أنه لا يوجد شخصان متشابهان في جميع الأمور.
- التركيز على الايجابيات ونقاط القوة، وتجنب السلبيات ونقاط الضعف لكلا الزوجين، وذلك لأن هذه الخطوة تؤدي الى تحقيق الرضا بين الطرفين.
- تقدير الزوج لزوجته من خلال القول أو الفعل، وذلك لأن المرأة تحتاج الى التقدير، وتحب ان يمدحها زوجها ويقول لها كلام جميل.
- الحرص على تقديم الدعم، ووقوف الزوج الى جانب زوجته، ومشاركة اللحظات السعيدة والاحتفال بها، والحرص أيضا على مساندة بعضهم في اللحظات والأوقات الصعبة.
- التكلم بشكل واضح وصريح عن كافة الامور التي تحدث في حياتهم، السيئة منها قبل الجيدة، وتجنب الغموض قدر الإمكان، وذلك لأن الوضوح والصراحة من أهم الأمور التي تحقق السعادة في الحياة الزوجية، وتجدر الاشارة الى أن كتم الامور وعدم البوح بها يؤثر بشكل سلبي على الحياة الزوجية.
- كسر الروتين وفعل أشياء مختلفة وجديدة عن الاشياء المعتادة، وذلك لأن فعل نفس الأشياء في كل مرة يؤدي الى فتور وبرود الحياة الزوجية، ومن أبرز الأمثلة على الأشياء الجديدة غير المعتادة السفر، المغامرات، حيث ان السفر يؤدي الى انعاش العلاقة وبث الأمل فيها.
- الاهتمام بالمظهر الخارجي والداخلي، والنظافة الشخصية، اضافة الى الاهتمام باللباس والشعر والأسنان، وذلك لأن اهمال النفس وعدم الاعتناء بها، يؤدي الى نفور كلا الزوجين من بعضهم البعض.
- تقديم الهدايا والمفاجأت من وقت لأخر، وخاصة في المناسبات مثل عيد الحب، وعيد الزواج، وأعياد الميلاد وغيرها الكثير من المناسبات.
- تجنب الكذب بين الزوجين، وذلك لأنه يؤدي زعزعة الثقة وبالتالي نشوب الخلافات، وانتهاء الأمر بفشل الحياة الزوجية.
- كتم الأسرار بين الزوجين، وتجنب افشاؤها للأهل والأصحاب.
- الاعتراف بالحب، والمصارحة بالمشاعر الجميلة، مثل قول عبارات الغزل، وفعل بعض التصرفات الرومانسية، وذلك بسبب دورها المهم في زيادة الألفة والمحبة بين الزوجين.
- التحلي بحس الفكاهة، وتقبل تغيرات المزاج المفاجئة التي تصاحب الزوج والزوجة، ومشاركة العائلة بأوقات الفرح والضحك.
